( المنظر :غابة مترامية الأطراف. الوقت صباح يوم مشرق ،يظهر
الثعلب والحصان و الذئب فرحين . يرقصون و يترنمون بأغنية ما..)
الثلاث : تر لا لا تر لا لا
تر لا لا تر لا لا
( الذئب و الثعلب يؤديان حركات فرح مصطنعة ,ويعويان برقة
مفتعلة الحصان يصهل بسرور ...)
الثعلب : ( بمبالغة مفتعلة ) آه ،آه يا قلبي .
الحصان : ( بطيبة ) سلامتك يا صديقي .
الذئب : ما به قبلك ؟
الثعلب : إنه يخفق بشدة كبيرة .
الذئب : هذا لأنك أجهدت نفسك بالقفز والرقص .
الثعلب : إنها السعادة يا صديقي ,السرور الصاعق كتيار كهربائي .
الحصان : ( باستغراب ) السرور الصاعق ؟!
الثعلب : نعم . تعال . تعال يا أغلى صديق، لتسمع قلبي السعيد وهو
يعزف لحن الصداقة .
( يضع الحصان أذنه على صدر الثعلب الذي يمسد رأس
وجسد الحصان و يتشممه ...) ياه . كم هو لذيذ !!
الحصان : ( يبتعد. باستغراب ) ماذا قلت ؟
الثعلب : ( مستدركاً ) قلت : إن قلبي منشرح . يعزف لحن الوفاء و
الإخلاص ،إنه يقول : الحصان .الحصان . تك. تك .
الذئب : (بحنق) فقط ؟! الحصان فقط ؟
الذئب : ( بخوف) ويقول: دم . دم . الذئب . الذئب .
الذئب : (يدنو من الثعلب) دعني أنصت إليه .
الثعلب : (بمكر وخوف ) لماذا لا تستمع إلى قلب صديقنا الحصان ؟
لدقات قلبه نغمات لذيذة يا صديقي.
الذئب : لذيذة ؟
(يندفع نحو الحصان ،يتبعه الثعلب ، يضعان رأسيهما على
صدر الحصان بنشوة )
الذئب و الثعلب بنشوة ) ما ألذ وأشهى قلبك يا صديقنا !!
الحصان : إنه ينبض فرحاً بصداقتنا .
الذئب والثعلب : ما أشهى صداقتنا !
الحصان : ما رأيكما بها ؟
الذئب : لذيذة .
الحصان: (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( يلكز الذئب ) رائعة ، رائعة يا صديقنا، ستصبح صداقتنا
مضرب المثل في الغابة كلها .
الذئب : سيقتنع الجميع بأن الصداقة ممكنة بين الحصان والذئب .
الثعلب : نعم .
الذئب : وستصبح رؤية الذئب وهو يزور الغزلان والخراف عادية .
الثعلب : وسيعتاد الجميع رؤية الدجاجة و البطة وهما يستقبلان الثعلب في
مكان سكناهما بترحاب و مودة .
الحصان : ( بتأثر ) وسيعم السلام في غابتنا .
الثعلب : يا سلام !
الذئب : عاش السلام .
الحصان : ( بعد تفكير ) لقد نسينا أمراً في غاية الأهمية يا أصدقاء .
الثعلب و الذئب : ( باستغراب ) ما هو ؟
الحصان : القسم .
الثعلب و الثعلب : القسم ؟! نقسم على ماذا ؟
الحصان : على الإخلاص و الوفاء و المحبة ؟
( يمدون أيديهم باسطين أكفهم )
الثعلب : نقسم أن نكون مخلصين أوفياء .
الذئب بمفرده ) نقسم أن تكون مخلصين أوفياء .
الثعلب : لماذا لا تردد القسم يا صديقي الحصان ؟
الحصان : بماذا أقسمتما ؟
الذئب : أقسمنا ب..
الحصان : بماذا ؟
الذئب : لا أعرف ، أقسمنا على الإخلاص والوفاء .
الحصان : حسن ، ولكن بماذا أقسمنا ؟
الثعلب : ( بمكر ) لا بأس يا صديقنا ، مدا أيديكما ورددا خلفي : نقسم
بشرفنا وعقيدتنا أن نخلص لبعضنا البعض و نكون أوفياء
متحابين.
الحصان : دائماً .
الذئب : دائماً و أبداً .
الثعلب : في السراء و الضراء .
الذئب : في الليل و النهار .
الثعلب : في الصيف و الشتاء. في الربيع و الخريف .
الحصان : حسناً . حسناً يا صديقيَّ . منذ هذه اللحظة نحن أصدقاء
مخلصون .
الثعلب : و أخوة يغنون معاُ .
الثلاثة : تر لا لا تر لا لا
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
بالود نسير للخير العميم
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
وحصان رشيق صهيله زغاريد
تر لا لا تر لا لا
( يتغير المنظر : مرج واسع تكثر فيه الخضرة والمياه ، يظهر
الحصان سعيداً وهو يغني و يقفز هنا وهناك ،يدخل الديك
تستوقفه كلمات الأغنية التي يستمع إليها , فترتسم على وجهه
علامات الدهشة )
الديك : ( يقلد الحصان )
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
تر لا لا تر لا لا
( بسخرية و غيظ ) يا سلام . يا سلام يا صديقي الحصان .
كلمات أغنيتك هذه رائعة .
الحصان : حقاً ؟
الديك :نعم . لكن لي ملاحظة بسيطة جداً بشأنها .
الحصان : ما هي ؟
الديك : كلمات هذه الأغنية غريبة ، لا يمكن أن يرددها ذكي ومن
يؤديها ما هو سوى غبي ،أو معتوه .
الحصان : ( بانفعال ) لست غبياً , ولا معتوه أيها الديك .
الديك : أعرف ذلك تماماً , فمن غير المعقول أن نصدق الثعلب أو
الذئب كما تقول كلمات هذه الأغنية .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصان .
الديك : هذا صحيح . الذئب والثعلب صديقان مخلصان لبعضهما
البعض دائماً .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصين لي أنا أيضاً .
الديك : لا شك أنك تمزح ؟
الحصان : إني جاد فيما أقول .
الديك : ( يلطم وجهه ) يا ويلتاه ، واأسفاه ، يا ويلتاه . . .
( يدخل الحمار , يقف لحظات مندهشاً لمرأى الديك وهو يلطم
وجهه , يقلده ، ثم يصمت فجأة، يدنو منه )
الحمار : هل فقدت صديقاً في حادث ما ؟
الديك : ( يكمل اللطم و الندب )
الحمار : أَهو أخ؟
الديك : ( يلطم وجهه و يندب )
الحمار : هل هو أب . عم . خال . جار . جد ؟؟
الديك : لا.لا.
الحمار : إذاً ما الذي حدث ؟
الديك : ( يصيح ) ألم تسمع بما حدث يا صديقي ؟
الحمار : ماذا حدث ؟
الديك : ( يتأمل الحمار باستغراب ) يا ويلتاه . وا أسفاه ..
( يقلد الحمار . ثم يصمت )
الحمار : ماذا حدث يا صديقي الديك ؟
الديك : ألم تسمع بما حدث ؟!
الحمار : قلت لك : كلا لم أسمع بما حدث .
الديك : ( يحاول لطم وجهه . الحمار يمسك يده ) إذاً اسأل صديقك
الفهمان .
الحمار : ( للحصان ) وماذا حدث أيها الفهمان ؟ أقصد أيها الحصان .
الحصان : لا شيء ، لم يحدث أي شيء .
الحمار : ( للديك ) إنه يقول : لم يحدث أي شيء ؟!
الديك : ( ينظر إلى الحصان باستغراب ) ماذا تقول أيها الحصان
الفهمان ؟ لم يحد أي شيء؟!
( يلطم وجهه .. )
الحمار : ( للحصان ) ما سبب ندب الديك و بكائه يا صديقي ؟
الحصان : غنائي . مذ سمعني أغني وهو لم يكف عن لطم نفسه ..
الحمار : هكذا إذاً ؟!
الحصان : نعم .
الحمار : ( للديك ) يا عدو الفن .
الديك : ( بحنق ) أنا عدو الفن ؟! اسأل هذا الفهمان ماذا تقول كلمات
أغنيته .
الحمار : ( للحصان )و ما حكاية كلمات الأغنية ؟
الحصان : إنها كلمات عذبة تتحدث عن الصداقة .
الحمار : ما أروع الصداقة ! (للديك ) يا عدو الصداقة .
الديك : ومتى كانت صداقة الثعلب والذئب رائعة ؟
الحمار : (بحماس ) الصداقة رائعة دائماً ،وهي ..( يصمت فجأة. للديك) قلت الصداقة مع من ؟!
الديك : مع الثعلب والذئب .
الحمار : (للحصان ) هل هذا الكلام صحيح ؟! قل :هل هو صحيح ؟
الحصان : نعم .
الحمار : نعم ؟! يعني صحيح ؟
الحصان : أجل .
الحمار : ( بعد لحظات من الذهول ..يلطم وجهه ) يا ويلتاه ..وامصيبتاه
الحصان : أنت واهم أيها الحمار ، أنتما واهمان .
الحمار والديك : (باستغراب ) واهمان ؟!
الحصان : نعم .
الحمار والديك : هل كنت تمزح ؟ قل إنك غير جاد .
الحصان : كلا .إني جاد تماماً . لكنني أريد أن أقول :إن الزمن قد تغير، والطبائع قد تغيرت هي الأخرى، والثعلب والذئب قد تغيرا أيضاً .
الحمار والديك : كيف ؟!
الحصان : لقد أقسما على الإخلاص والوفاء .
الحمار والديك يتبادلان نظرات الأسف و السخرية)
أقسما ؟ يا ويلتاه . وا مصيبتاه !!
الحصان : ( يلمح الثعلب والذئب قادمين)الآن سأبرهن لكما على صحة ما أقول .
الحمار :قلت متى ؟!
الحصان :الآن .
الديك : يعني في هذا الزمان؟
( يرى الحصان الذئب والثعلب وقد اقتربا ..)
الحصان :نعم .وفي هذه اللحظة بالذات .
الحمار والديك : كيف؟!
الحصان :انظرا إلى الوراء قليلاً .
(الحمار والديك يلتفتان إلى الخلف فيشاهدان الثعلب والذئب ..)
الحمار و الديك : يا ويلتاه !
الديك : ( للحصان )اسمع أيها الصديق الواهم ،إذا حاول هذان الغادران
الإيقاع بك .. وسيفعلان . اصهل ثلاث مرات بشكل متقطع .
أفهمت ؟ ثلاث مرات ، لا تنس ذلك . يهرب ..
الحصان : انتظر يا صديقي . أنت واهم . انتظرا.
( الثعلب و الذئب يدنوان من الحصان ..)
الذئب : لماذا هرب الحمار يا صديقي ؟
الحصان : لأنه خائف منك .
الثعلب : و هل هرب الديك لأنه خاف مني ؟
الحصان : نعم.
الثعلب و الذئب : ( بضيق ) يا خسارة .
الحصان : اطمئنا .سيأتي اليوم الذي يخطب فيه الجميع ودكما .
الثعلب و الذئب بلهفة ) ومتى سيأتي هذا اليوم ؟
الحصان : ( بعد تفكير )لا أعرف . ربما يكون غداً .
الثعلب والذئب : ( بسرور ) غداً ؟
الحصان : ربما . ربما بعد غد . أو بعد سنة .
الذئب : ( بخيبة ) بعد سنة كاملة ؟!
الحصان : نعم . وربما أكثر من سنة .
الذئب : (بضيق ) وما فائدة صداقتنا ؟
الحصان : (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( بمكر ) فائدتها: أننا سنقوم برحلة .
الذئب : (بسخرية ) رحلة ؟!
الحصان : إلى أين ؟
الثعلب : إلى وادي إبليس .
الحصان : وادي إبليس ؟!
الثعلب : نعم إنه مكان رائع .
الذئب : العشب فيه وفير .
الثعلب : والماء فيه غزير .
الحصان : ( بحماس ) وماذا ننتظر ؟
الثعلب : موافقتك .
الحصان : أنا موافق تماماً .
الثعلب : بقي علينا..
الحصان : ماذا ؟
الثعلب : الانطلاق حالاً
( يغنون وهم يخرجون ..)
( يتغير المنظر . يظهر الديك والحمار .. )
الديك : ( بقلق . لنفسه )غير معقول !
الحمار : ما هو غير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لماذا غير معقول ؟ إنه معقول جداً .
الحمار : ما هو المعقول وغير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لا أظن (يفكر ) ولماذا لا أظن ؟
الحمار : (بحنق ) بماذا لا تظن ،ثم تظن ؟
الديك : هل .هل تظن ما أظن ؟
الحمار : ماذا ؟
الديك : هل ترى ذلك معقولاً ؟
الحمار : ( بضيق ) هل تريد مني أن أجن ؟
الديك : لماذا؟
الحمار : لأنك تتحدث كالمجانين .
الديك : إني أفكر بصديقنا الحصان .
الحمار : تقصد صديق الثعلب والذئب ؟
الديك : إنه مخدوع يا صديقي ، ويجب أن نساعده .
الحمار : ما به هذا المخدوع ؟
الديك : كنت قد طلبت منه أن يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع إذا أحس
بالخطر .
الحمار : لم أسمع له صهيلاً منذ تركناه آخر مرة .
الديك : أنا أيضاً لم أسمع صهيله !
الحمار : هل أخبرت الأصدقاء بالأمر ؟
الديك : نعم .
الحمار : وما العمل الآن ؟
الديك : أرى أن تطلب من الأصدقاء البحث عنه .
الحمار : فكرة معقولة .
الديك : هيا بنا . ( يخرجان )
( يتغير المنظر . المكان واد خصب . يظهر الحصان وهو يلعب و يغني أغنية الصداقة , بعد لحظات يدخل الثعلب و الذئب و هما يتبادلان النظرات ثم يتهامسان
الثعلب والحصان و الذئب فرحين . يرقصون و يترنمون بأغنية ما..)
الثلاث : تر لا لا تر لا لا
تر لا لا تر لا لا
( الذئب و الثعلب يؤديان حركات فرح مصطنعة ,ويعويان برقة
مفتعلة الحصان يصهل بسرور ...)
الثعلب : ( بمبالغة مفتعلة ) آه ،آه يا قلبي .
الحصان : ( بطيبة ) سلامتك يا صديقي .
الذئب : ما به قبلك ؟
الثعلب : إنه يخفق بشدة كبيرة .
الذئب : هذا لأنك أجهدت نفسك بالقفز والرقص .
الثعلب : إنها السعادة يا صديقي ,السرور الصاعق كتيار كهربائي .
الحصان : ( باستغراب ) السرور الصاعق ؟!
الثعلب : نعم . تعال . تعال يا أغلى صديق، لتسمع قلبي السعيد وهو
يعزف لحن الصداقة .
( يضع الحصان أذنه على صدر الثعلب الذي يمسد رأس
وجسد الحصان و يتشممه ...) ياه . كم هو لذيذ !!
الحصان : ( يبتعد. باستغراب ) ماذا قلت ؟
الثعلب : ( مستدركاً ) قلت : إن قلبي منشرح . يعزف لحن الوفاء و
الإخلاص ،إنه يقول : الحصان .الحصان . تك. تك .
الذئب : (بحنق) فقط ؟! الحصان فقط ؟
الذئب : ( بخوف) ويقول: دم . دم . الذئب . الذئب .
الذئب : (يدنو من الثعلب) دعني أنصت إليه .
الثعلب : (بمكر وخوف ) لماذا لا تستمع إلى قلب صديقنا الحصان ؟
لدقات قلبه نغمات لذيذة يا صديقي.
الذئب : لذيذة ؟
(يندفع نحو الحصان ،يتبعه الثعلب ، يضعان رأسيهما على
صدر الحصان بنشوة )
الذئب و الثعلب بنشوة ) ما ألذ وأشهى قلبك يا صديقنا !!
الحصان : إنه ينبض فرحاً بصداقتنا .
الذئب والثعلب : ما أشهى صداقتنا !
الحصان : ما رأيكما بها ؟
الذئب : لذيذة .
الحصان: (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( يلكز الذئب ) رائعة ، رائعة يا صديقنا، ستصبح صداقتنا
مضرب المثل في الغابة كلها .
الذئب : سيقتنع الجميع بأن الصداقة ممكنة بين الحصان والذئب .
الثعلب : نعم .
الذئب : وستصبح رؤية الذئب وهو يزور الغزلان والخراف عادية .
الثعلب : وسيعتاد الجميع رؤية الدجاجة و البطة وهما يستقبلان الثعلب في
مكان سكناهما بترحاب و مودة .
الحصان : ( بتأثر ) وسيعم السلام في غابتنا .
الثعلب : يا سلام !
الذئب : عاش السلام .
الحصان : ( بعد تفكير ) لقد نسينا أمراً في غاية الأهمية يا أصدقاء .
الثعلب و الذئب : ( باستغراب ) ما هو ؟
الحصان : القسم .
الثعلب و الثعلب : القسم ؟! نقسم على ماذا ؟
الحصان : على الإخلاص و الوفاء و المحبة ؟
( يمدون أيديهم باسطين أكفهم )
الثعلب : نقسم أن نكون مخلصين أوفياء .
الذئب بمفرده ) نقسم أن تكون مخلصين أوفياء .
الثعلب : لماذا لا تردد القسم يا صديقي الحصان ؟
الحصان : بماذا أقسمتما ؟
الذئب : أقسمنا ب..
الحصان : بماذا ؟
الذئب : لا أعرف ، أقسمنا على الإخلاص والوفاء .
الحصان : حسن ، ولكن بماذا أقسمنا ؟
الثعلب : ( بمكر ) لا بأس يا صديقنا ، مدا أيديكما ورددا خلفي : نقسم
بشرفنا وعقيدتنا أن نخلص لبعضنا البعض و نكون أوفياء
متحابين.
الحصان : دائماً .
الذئب : دائماً و أبداً .
الثعلب : في السراء و الضراء .
الذئب : في الليل و النهار .
الثعلب : في الصيف و الشتاء. في الربيع و الخريف .
الحصان : حسناً . حسناً يا صديقيَّ . منذ هذه اللحظة نحن أصدقاء
مخلصون .
الثعلب : و أخوة يغنون معاُ .
الثلاثة : تر لا لا تر لا لا
نحن أصدقاء دائماً أوفياء
نحن يا حلوين خير الأصدقاء
بالود نسير للخير العميم
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
وحصان رشيق صهيله زغاريد
تر لا لا تر لا لا
( يتغير المنظر : مرج واسع تكثر فيه الخضرة والمياه ، يظهر
الحصان سعيداً وهو يغني و يقفز هنا وهناك ،يدخل الديك
تستوقفه كلمات الأغنية التي يستمع إليها , فترتسم على وجهه
علامات الدهشة )
الديك : ( يقلد الحصان )
ثعلب أمين شبعان أم جوعان
ذئب وديع صباح مساء
تر لا لا تر لا لا
( بسخرية و غيظ ) يا سلام . يا سلام يا صديقي الحصان .
كلمات أغنيتك هذه رائعة .
الحصان : حقاً ؟
الديك :نعم . لكن لي ملاحظة بسيطة جداً بشأنها .
الحصان : ما هي ؟
الديك : كلمات هذه الأغنية غريبة ، لا يمكن أن يرددها ذكي ومن
يؤديها ما هو سوى غبي ،أو معتوه .
الحصان : ( بانفعال ) لست غبياً , ولا معتوه أيها الديك .
الديك : أعرف ذلك تماماً , فمن غير المعقول أن نصدق الثعلب أو
الذئب كما تقول كلمات هذه الأغنية .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصان .
الديك : هذا صحيح . الذئب والثعلب صديقان مخلصان لبعضهما
البعض دائماً .
الحصان : الثعلب و الذئب صديقان مخلصين لي أنا أيضاً .
الديك : لا شك أنك تمزح ؟
الحصان : إني جاد فيما أقول .
الديك : ( يلطم وجهه ) يا ويلتاه ، واأسفاه ، يا ويلتاه . . .
( يدخل الحمار , يقف لحظات مندهشاً لمرأى الديك وهو يلطم
وجهه , يقلده ، ثم يصمت فجأة، يدنو منه )
الحمار : هل فقدت صديقاً في حادث ما ؟
الديك : ( يكمل اللطم و الندب )
الحمار : أَهو أخ؟
الديك : ( يلطم وجهه و يندب )
الحمار : هل هو أب . عم . خال . جار . جد ؟؟
الديك : لا.لا.
الحمار : إذاً ما الذي حدث ؟
الديك : ( يصيح ) ألم تسمع بما حدث يا صديقي ؟
الحمار : ماذا حدث ؟
الديك : ( يتأمل الحمار باستغراب ) يا ويلتاه . وا أسفاه ..
( يقلد الحمار . ثم يصمت )
الحمار : ماذا حدث يا صديقي الديك ؟
الديك : ألم تسمع بما حدث ؟!
الحمار : قلت لك : كلا لم أسمع بما حدث .
الديك : ( يحاول لطم وجهه . الحمار يمسك يده ) إذاً اسأل صديقك
الفهمان .
الحمار : ( للحصان ) وماذا حدث أيها الفهمان ؟ أقصد أيها الحصان .
الحصان : لا شيء ، لم يحدث أي شيء .
الحمار : ( للديك ) إنه يقول : لم يحدث أي شيء ؟!
الديك : ( ينظر إلى الحصان باستغراب ) ماذا تقول أيها الحصان
الفهمان ؟ لم يحد أي شيء؟!
( يلطم وجهه .. )
الحمار : ( للحصان ) ما سبب ندب الديك و بكائه يا صديقي ؟
الحصان : غنائي . مذ سمعني أغني وهو لم يكف عن لطم نفسه ..
الحمار : هكذا إذاً ؟!
الحصان : نعم .
الحمار : ( للديك ) يا عدو الفن .
الديك : ( بحنق ) أنا عدو الفن ؟! اسأل هذا الفهمان ماذا تقول كلمات
أغنيته .
الحمار : ( للحصان )و ما حكاية كلمات الأغنية ؟
الحصان : إنها كلمات عذبة تتحدث عن الصداقة .
الحمار : ما أروع الصداقة ! (للديك ) يا عدو الصداقة .
الديك : ومتى كانت صداقة الثعلب والذئب رائعة ؟
الحمار : (بحماس ) الصداقة رائعة دائماً ،وهي ..( يصمت فجأة. للديك) قلت الصداقة مع من ؟!
الديك : مع الثعلب والذئب .
الحمار : (للحصان ) هل هذا الكلام صحيح ؟! قل :هل هو صحيح ؟
الحصان : نعم .
الحمار : نعم ؟! يعني صحيح ؟
الحصان : أجل .
الحمار : ( بعد لحظات من الذهول ..يلطم وجهه ) يا ويلتاه ..وامصيبتاه
الحصان : أنت واهم أيها الحمار ، أنتما واهمان .
الحمار والديك : (باستغراب ) واهمان ؟!
الحصان : نعم .
الحمار والديك : هل كنت تمزح ؟ قل إنك غير جاد .
الحصان : كلا .إني جاد تماماً . لكنني أريد أن أقول :إن الزمن قد تغير، والطبائع قد تغيرت هي الأخرى، والثعلب والذئب قد تغيرا أيضاً .
الحمار والديك : كيف ؟!
الحصان : لقد أقسما على الإخلاص والوفاء .
الحمار والديك يتبادلان نظرات الأسف و السخرية)
أقسما ؟ يا ويلتاه . وا مصيبتاه !!
الحصان : ( يلمح الثعلب والذئب قادمين)الآن سأبرهن لكما على صحة ما أقول .
الحمار :قلت متى ؟!
الحصان :الآن .
الديك : يعني في هذا الزمان؟
( يرى الحصان الذئب والثعلب وقد اقتربا ..)
الحصان :نعم .وفي هذه اللحظة بالذات .
الحمار والديك : كيف؟!
الحصان :انظرا إلى الوراء قليلاً .
(الحمار والديك يلتفتان إلى الخلف فيشاهدان الثعلب والذئب ..)
الحمار و الديك : يا ويلتاه !
الديك : ( للحصان )اسمع أيها الصديق الواهم ،إذا حاول هذان الغادران
الإيقاع بك .. وسيفعلان . اصهل ثلاث مرات بشكل متقطع .
أفهمت ؟ ثلاث مرات ، لا تنس ذلك . يهرب ..
الحصان : انتظر يا صديقي . أنت واهم . انتظرا.
( الثعلب و الذئب يدنوان من الحصان ..)
الذئب : لماذا هرب الحمار يا صديقي ؟
الحصان : لأنه خائف منك .
الثعلب : و هل هرب الديك لأنه خاف مني ؟
الحصان : نعم.
الثعلب و الذئب : ( بضيق ) يا خسارة .
الحصان : اطمئنا .سيأتي اليوم الذي يخطب فيه الجميع ودكما .
الثعلب و الذئب بلهفة ) ومتى سيأتي هذا اليوم ؟
الحصان : ( بعد تفكير )لا أعرف . ربما يكون غداً .
الثعلب والذئب : ( بسرور ) غداً ؟
الحصان : ربما . ربما بعد غد . أو بعد سنة .
الذئب : ( بخيبة ) بعد سنة كاملة ؟!
الحصان : نعم . وربما أكثر من سنة .
الذئب : (بضيق ) وما فائدة صداقتنا ؟
الحصان : (باستغراب ) ماذا ؟
الثعلب : ( بمكر ) فائدتها: أننا سنقوم برحلة .
الذئب : (بسخرية ) رحلة ؟!
الحصان : إلى أين ؟
الثعلب : إلى وادي إبليس .
الحصان : وادي إبليس ؟!
الثعلب : نعم إنه مكان رائع .
الذئب : العشب فيه وفير .
الثعلب : والماء فيه غزير .
الحصان : ( بحماس ) وماذا ننتظر ؟
الثعلب : موافقتك .
الحصان : أنا موافق تماماً .
الثعلب : بقي علينا..
الحصان : ماذا ؟
الثعلب : الانطلاق حالاً
( يغنون وهم يخرجون ..)
( يتغير المنظر . يظهر الديك والحمار .. )
الديك : ( بقلق . لنفسه )غير معقول !
الحمار : ما هو غير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لماذا غير معقول ؟ إنه معقول جداً .
الحمار : ما هو المعقول وغير المعقول ؟
الديك : ( لنفسه ) لا أظن (يفكر ) ولماذا لا أظن ؟
الحمار : (بحنق ) بماذا لا تظن ،ثم تظن ؟
الديك : هل .هل تظن ما أظن ؟
الحمار : ماذا ؟
الديك : هل ترى ذلك معقولاً ؟
الحمار : ( بضيق ) هل تريد مني أن أجن ؟
الديك : لماذا؟
الحمار : لأنك تتحدث كالمجانين .
الديك : إني أفكر بصديقنا الحصان .
الحمار : تقصد صديق الثعلب والذئب ؟
الديك : إنه مخدوع يا صديقي ، ويجب أن نساعده .
الحمار : ما به هذا المخدوع ؟
الديك : كنت قد طلبت منه أن يصهل ثلاث مرات بشكل متقطع إذا أحس
بالخطر .
الحمار : لم أسمع له صهيلاً منذ تركناه آخر مرة .
الديك : أنا أيضاً لم أسمع صهيله !
الحمار : هل أخبرت الأصدقاء بالأمر ؟
الديك : نعم .
الحمار : وما العمل الآن ؟
الديك : أرى أن تطلب من الأصدقاء البحث عنه .
الحمار : فكرة معقولة .
الديك : هيا بنا . ( يخرجان )
( يتغير المنظر . المكان واد خصب . يظهر الحصان وهو يلعب و يغني أغنية الصداقة , بعد لحظات يدخل الثعلب و الذئب و هما يتبادلان النظرات ثم يتهامسان