مدرسة الثعلب
مسرحية للأطفال
(يدخل الراوي إلى خشبة المسرح, يجلس على كرسي ..)
الراوي: أعزائي أحبائي الحلوين صباح الخير, سأروي لكم
حكاية مسلية ومفيدة , إنها حكاية الأرنب و..
(يُسمع نهيق حمار فيلتفت الراوي حوله مستغرباً ..يكمل حديثه )
قلت إنها حكاية الأرنب و..
( يسمع نهيق الحمار مرة ثانية. يصمت الراوي, ينظر حوله هنا
وهناك .. يكمل حديثه ) حكاية الأرنب.
(يتكرر نهيق الحمار مرات عديدة . يصمت الراوي وقد تملكته
الدهشة )
ما هذا النهيق الغريب ؟!.. إنه أشبه بالصراخ أو البكاء
( يدخل الحمار باكياً .. , ينهض الراوي ) أهلاً وسهلاً . أهلاً
وسهلاً بصديقنا الطيب و الصبور .
الحمار: (بضيق) بل قل صديقنا الغبي .
الراوي: ( باستغراب) لماذا يا صديقي؟! أوه. دعك من كلام بعض الناس
يا صاحبي , أنت مثال الطيبة والصبر.
الحمار : ( يبكي) ..
الراوي : هل طاردك الأطفال الأشقياء؟
الحمار : كلا .(يبكي)
الراوي: هل أنت مريض . هل تشكو من ألم في جسمك ؟
الحمار: كلا. ( يبكي )
الراوي: إذاً لماذا تبكي؟
الحمار : أبكي لأنني غبي . غبي جداً .
الراوي: أعرف هذا .(بخجل ) عفواً . عفواً يا صديقي , أقصد: أعرف
أنك حمار طيب. نعم أنت حمار طيب .
الحمار : بل أنا غبي، وأنا مصر على هذا الرأي .
الراوي : (بضيق) اسمع يا صديقي ,إما أن تذكر لنا ما حدث لك ,أو
تدعني لأروي حكاية سباق الأرنب والسلحفاة للأطفال.
الحمار : حاضر يا صديقي . سأروي لك ما حدث
الراوي : تفضل.
الحمار: ...
الراوي : قلت : تفضل واحكِ حكايتك يا حمار.
الحمار : الثعلب , الثعلب المحتال يا صديقي.
الراوي: (باستغراب) الثعلب ! ما به الثعلب ؟
الحمار: خدعني .
الراوي : كيف ؟
الحمار : (يبكي) ..
الراوي : اهدأ يا صديقي واحكِ لنا كيف خدعك الثعلب.
الحمار : سأحكي ، يجب أن أحكي ما حدث بالتفصيل.
الراوي: إني أسمعك .
الحمار : (ينظر إلى الأطفال بريبة . يهمس في أذن الراوي)
هل سيستمع إليَّ الأطفال أيضاً ؟
الراوي: نعم .( بصوت عال) يجب أن يستمع الأطفال إليك .
الحمار : لكن ..( يصمت خجلاً )
الراوي: لكن لماذا ؟ أكمل .
الحمار : لكن أخشى من سخريتهم بعد سماع الحكاية .
الراوي: اطمئن . الأطفال المهذبون لا يسخرون من الآخرين، إن هم
أخطأوا .
الحمار : وماذا يفعلون ؟
الراوي : يرشدونهم , يمدونَ لهم يد العون.
الحمار : عظيم , إنه سلوك يستحق التقدير والثناء .
الراوي: ( بنفاد صبر) احكِ يا صديقي ,احكِ حكايتك مع الثعلب .
الحمار : (يجلس على الكرسي ) كان يا مكان في قديم ..
الراوي : (باستغراب) ما هذا أيها الحمار ؟ !
الحمار : عفواً يا صديقي ، ذات صباح كنت في الغابة أقضم العشب
الطري , وأغني كالعندليب (ينهق)
الراوي: (يصم أذنيه بيديه ) وبعد الغناء ، وبعد الغناء أيها العندليب .
الحمار : رأيت الثعلب يخطو نحوي بوقار لم أتوقعه منه أبداً .
الراوي : (باهتمام ) نعم .
الحمار: وما إن دنا مني ..
(يتغير المنظر, يظهر الحمار في مكان كثير العشب ،وبعيد عن
السور , يدخل الثعلب وهو يحمل كتاباً ذا حجم ضخم)
الثعلب : صباح الخير أيها العندليب.
الحمار بسرور) صباح النور أيها الثعلب الماكر.
الثعلب : (بانزعاج) أنت صديق فظ فعلاً.
الحمار : ( باستغراب) لماذا ؟
الثعلب :لأنني نادينك باسم العندليب , فنعتني بالماكر.
الحمار: لأن المكر صفتك .
الثعلب : (بسخرية) وهل الشدو صفة من صفاتك أيها .. العندليب ؟
الحمار بارتباك) احم .احم .إذاً أنت تريد مني أن أناديك يا عندليب أو يا
بلبل ؟
الثعلب : (بغرور) لا،لا ، كيف يمكن أن ينعت عالم كبير مثلي ب..بالعندليب
أو بالبلبل ؟!
الحمار: (باندهاش) أنت عالم كبير ؟!
الثعلب : نعم ،وهذا هو كتابي يحوي جميع العلوم التي درستها :
الرياضيات , الجغرافيا , الأدب ,السياسة , التاريخ ,
وغيرها ، وغيرها .
الحمار: (بخشوع وهو ينظر إلى الكتاب) ماذا تنوي أن تفعل به ؟
الثعلب: (بوقار زائد) سأعلم سكان الغابة , فالعلم نور , والجهل ظلام .
الحمار: (بحماس وسرور) بالعلم بنى الآخرون المعامل , وبه صعدوا
إلى الفضاء.
الثعلب : ومن أجل هذا الهدف العظيم يا بني قررت افتتاح مدرسة
في قلب الغابة ,غابتنا الغالية.
الحمار : (بسرور) سأكون أنا أول تلميذ في هذه المدرسة.
الثعلب : ( بمكر) العادة تقضي يا ولدي العزيز أن يكونِ الصغار كالطيور
الجميلة , الطرية .. أقصد طرية النفس والعقل ,أول رواد هذه
المدرسة .
( يصمت الحمار مفكراً، يحدجه الثعلب بنظرات الريبة والمكر)
الثعلب: بماذا تفكر يا عزيزي ؟
الحمار: بالطيور .
الثعلب : تقصد بالتلاميذ ؟
الحمار : نعم .(بحرج) الطيور لا تثق بك ,وكذلك الحيوانات الأخرى
الثعلب: كان هذا فيما مضى، قبل أن أصبح عالماً كبيراً .
الحماربفرح) هذا يعني أنك الآن لست الثعلب الماكر؟
الثعلب: نعم ، الآن أنا عالم جليل وقدير . (بمكر) أيها العندليب الشادي
الذكي .
الحمار: (بسرور) نعم ..أنا العندليب ، هذا صحيح أيها العالم الجليل
والقدير . (يصمت فجأة مفكراً..)
الثعلب: أراك عدت إلى التفكير مرة ثانية يا صديقي ؟
الحمار: هل سيقتنع الآخرون بذلك أيها العالم الجليل؟
الثعلب: يجب أن يقتنعوا يا عزيزي . (بخبث) ما رأيك أنت ؟
الحمار: لا أعرف ,أخشى أن لا يصدقونك .
الثعلب : (يفكر) في هذه الحالة ليس لنا خيار سوى اللجوء إلى .. الحيلة .
الحمار: (باندهاش و انقباض) الحيلة ؟!
الثعلب : نعم ،من أجل غايتنا السامية فقط ، ألم تسمع بالحكمة التي تقول:
الغاية تبرر الوسيلة ؟
الحمار : (يفكر) لا، لم أسمع بهذه الحكمة الغريبة من قبل !
الثعلب : إنها حكمتي المفضلة ،و حكمة العلماء الكبار من أمثالي .
الحمار : و ما هي وسيلتك ؟
الثعلب : ما رأيك بالتنكر مثلاً ؟
الحمار : لا أعرف .
الثعلب : إنها مجرد وسيلة يا عزيزي : وسيلة من أجل غايتنا العظيمة .
الحمار : ( يفكر بعمق) نشر العلم في الغابة غاية عظيمة حقاً .
الثعلب : (بمكر شديد) هذا يعني أنك موافق على اقتراحي ؟
الحمار : اقتراح لا بأس به .
الثعلب : (بسرور مبالغ فيه) أنت رائع يا صديقي ، وطيب ،تتمنى الخير
للجميع .
الحمار : العلم خير عظيم ، ويجب أن يعمَّ غابتنا .
الثعلب : سيعم يا صديقي ، مع تباشير الفجر الأولى ستصدح حناجر
التلاميذ بالأناشيد العذبة .
الحمار : (بحماس) سأنطلق في التو لدعوة الجميع للالتحاق بمدرسة عالم
الغابة الثعلب .
الثعلب : بل قل بمدرسة العالم القدير ثعلم .
الحمار : (باستغراب) من ؟!
الثعلب : ثعلم ،العالم القدير ثعلم يا مساعدي.
الحمار : (بفرح) أنا مساعدك ؟! حاضر أيها المعلم القدير ..ثعلم.
( يغادر الحمار المكان بسرعة وهو فرح جداً ،يفرك الثعلب يديه
بسرور ثم يطلق عواءً عالياً )
الثعلب : (لنفسه ) سأكون على أهبة الاستعداد لاستقبال طلاب علمي الجميلين
واللذيذين . ( يضحك بصوت عال وهو يغادر المكان)
( يتغير المنظر ،يظهر الراوي على خشبة المسرح وإلى جانبه
الحمار وهو يبكي .)
الراوي : هكذا إذاً ؟
الحمار : نعم .
الراوي : ومن دعوت من سكان الغابة للالتحاق بهذه المدرسة ؟
الحمار : دعوت طيوراً كثيرة .
الراوي : يا لك من حمار ..( يصمت)
الحمار : حمار غبي ، لماذا لم تكمل ؟
الراوي : اعتذر، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
الحمار : التحقت الطيور بالمدرسة.
الراوي : مدرسة ثعلم ؟ أقصد : مدرسة الثعلب المتنكر ؟
الحمار : نعم .
( يتغير المنظر ، يظهر الثعلب متنكراً في زي عالم وقور وهو يعلم
مجموعة من الطيور في كوخ مبني من أغصان وأوراق الأشجار )
الثعلب : عين .
الطيور : عين .
الثعلب : ألف .
الطيور : ألف .
الثعلب : شين .
الطيور : شين .
الثعلب : عاش .
الطيور : عاش .
الثعلب : العلم .
الطيور : العلم .
الثعلب : علم الثعلم .
الطيور : علم الثعلم .
الثعلب : واو .
الطيور : واو .
الثعلب : واجب الطير .
الطيور : واجب الطير .
الثعلب : طاء .
الطيور : طاء .
الثعلب : طاعة .
الطيور : طاعة .
الثعلب : الثعلم .
الطيور : الثعلم .
الثعلب : (ينشد) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الطيور : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : أحسنتم يا أحبائي ، أنتم تلاميذ نجباء. انتهينا اليوم من الدرس الأول،
وغداً صباحاً سنتلقى درسنا الثاني .
الطيور : حاضر يا أستاذ .
مسرحية للأطفال
(يدخل الراوي إلى خشبة المسرح, يجلس على كرسي ..)
الراوي: أعزائي أحبائي الحلوين صباح الخير, سأروي لكم
حكاية مسلية ومفيدة , إنها حكاية الأرنب و..
(يُسمع نهيق حمار فيلتفت الراوي حوله مستغرباً ..يكمل حديثه )
قلت إنها حكاية الأرنب و..
( يسمع نهيق الحمار مرة ثانية. يصمت الراوي, ينظر حوله هنا
وهناك .. يكمل حديثه ) حكاية الأرنب.
(يتكرر نهيق الحمار مرات عديدة . يصمت الراوي وقد تملكته
الدهشة )
ما هذا النهيق الغريب ؟!.. إنه أشبه بالصراخ أو البكاء
( يدخل الحمار باكياً .. , ينهض الراوي ) أهلاً وسهلاً . أهلاً
وسهلاً بصديقنا الطيب و الصبور .
الحمار: (بضيق) بل قل صديقنا الغبي .
الراوي: ( باستغراب) لماذا يا صديقي؟! أوه. دعك من كلام بعض الناس
يا صاحبي , أنت مثال الطيبة والصبر.
الحمار : ( يبكي) ..
الراوي : هل طاردك الأطفال الأشقياء؟
الحمار : كلا .(يبكي)
الراوي: هل أنت مريض . هل تشكو من ألم في جسمك ؟
الحمار: كلا. ( يبكي )
الراوي: إذاً لماذا تبكي؟
الحمار : أبكي لأنني غبي . غبي جداً .
الراوي: أعرف هذا .(بخجل ) عفواً . عفواً يا صديقي , أقصد: أعرف
أنك حمار طيب. نعم أنت حمار طيب .
الحمار : بل أنا غبي، وأنا مصر على هذا الرأي .
الراوي : (بضيق) اسمع يا صديقي ,إما أن تذكر لنا ما حدث لك ,أو
تدعني لأروي حكاية سباق الأرنب والسلحفاة للأطفال.
الحمار : حاضر يا صديقي . سأروي لك ما حدث
الراوي : تفضل.
الحمار: ...
الراوي : قلت : تفضل واحكِ حكايتك يا حمار.
الحمار : الثعلب , الثعلب المحتال يا صديقي.
الراوي: (باستغراب) الثعلب ! ما به الثعلب ؟
الحمار: خدعني .
الراوي : كيف ؟
الحمار : (يبكي) ..
الراوي : اهدأ يا صديقي واحكِ لنا كيف خدعك الثعلب.
الحمار : سأحكي ، يجب أن أحكي ما حدث بالتفصيل.
الراوي: إني أسمعك .
الحمار : (ينظر إلى الأطفال بريبة . يهمس في أذن الراوي)
هل سيستمع إليَّ الأطفال أيضاً ؟
الراوي: نعم .( بصوت عال) يجب أن يستمع الأطفال إليك .
الحمار : لكن ..( يصمت خجلاً )
الراوي: لكن لماذا ؟ أكمل .
الحمار : لكن أخشى من سخريتهم بعد سماع الحكاية .
الراوي: اطمئن . الأطفال المهذبون لا يسخرون من الآخرين، إن هم
أخطأوا .
الحمار : وماذا يفعلون ؟
الراوي : يرشدونهم , يمدونَ لهم يد العون.
الحمار : عظيم , إنه سلوك يستحق التقدير والثناء .
الراوي: ( بنفاد صبر) احكِ يا صديقي ,احكِ حكايتك مع الثعلب .
الحمار : (يجلس على الكرسي ) كان يا مكان في قديم ..
الراوي : (باستغراب) ما هذا أيها الحمار ؟ !
الحمار : عفواً يا صديقي ، ذات صباح كنت في الغابة أقضم العشب
الطري , وأغني كالعندليب (ينهق)
الراوي: (يصم أذنيه بيديه ) وبعد الغناء ، وبعد الغناء أيها العندليب .
الحمار : رأيت الثعلب يخطو نحوي بوقار لم أتوقعه منه أبداً .
الراوي : (باهتمام ) نعم .
الحمار: وما إن دنا مني ..
(يتغير المنظر, يظهر الحمار في مكان كثير العشب ،وبعيد عن
السور , يدخل الثعلب وهو يحمل كتاباً ذا حجم ضخم)
الثعلب : صباح الخير أيها العندليب.
الحمار بسرور) صباح النور أيها الثعلب الماكر.
الثعلب : (بانزعاج) أنت صديق فظ فعلاً.
الحمار : ( باستغراب) لماذا ؟
الثعلب :لأنني نادينك باسم العندليب , فنعتني بالماكر.
الحمار: لأن المكر صفتك .
الثعلب : (بسخرية) وهل الشدو صفة من صفاتك أيها .. العندليب ؟
الحمار بارتباك) احم .احم .إذاً أنت تريد مني أن أناديك يا عندليب أو يا
بلبل ؟
الثعلب : (بغرور) لا،لا ، كيف يمكن أن ينعت عالم كبير مثلي ب..بالعندليب
أو بالبلبل ؟!
الحمار: (باندهاش) أنت عالم كبير ؟!
الثعلب : نعم ،وهذا هو كتابي يحوي جميع العلوم التي درستها :
الرياضيات , الجغرافيا , الأدب ,السياسة , التاريخ ,
وغيرها ، وغيرها .
الحمار: (بخشوع وهو ينظر إلى الكتاب) ماذا تنوي أن تفعل به ؟
الثعلب: (بوقار زائد) سأعلم سكان الغابة , فالعلم نور , والجهل ظلام .
الحمار: (بحماس وسرور) بالعلم بنى الآخرون المعامل , وبه صعدوا
إلى الفضاء.
الثعلب : ومن أجل هذا الهدف العظيم يا بني قررت افتتاح مدرسة
في قلب الغابة ,غابتنا الغالية.
الحمار : (بسرور) سأكون أنا أول تلميذ في هذه المدرسة.
الثعلب : ( بمكر) العادة تقضي يا ولدي العزيز أن يكونِ الصغار كالطيور
الجميلة , الطرية .. أقصد طرية النفس والعقل ,أول رواد هذه
المدرسة .
( يصمت الحمار مفكراً، يحدجه الثعلب بنظرات الريبة والمكر)
الثعلب: بماذا تفكر يا عزيزي ؟
الحمار: بالطيور .
الثعلب : تقصد بالتلاميذ ؟
الحمار : نعم .(بحرج) الطيور لا تثق بك ,وكذلك الحيوانات الأخرى
الثعلب: كان هذا فيما مضى، قبل أن أصبح عالماً كبيراً .
الحماربفرح) هذا يعني أنك الآن لست الثعلب الماكر؟
الثعلب: نعم ، الآن أنا عالم جليل وقدير . (بمكر) أيها العندليب الشادي
الذكي .
الحمار: (بسرور) نعم ..أنا العندليب ، هذا صحيح أيها العالم الجليل
والقدير . (يصمت فجأة مفكراً..)
الثعلب: أراك عدت إلى التفكير مرة ثانية يا صديقي ؟
الحمار: هل سيقتنع الآخرون بذلك أيها العالم الجليل؟
الثعلب: يجب أن يقتنعوا يا عزيزي . (بخبث) ما رأيك أنت ؟
الحمار: لا أعرف ,أخشى أن لا يصدقونك .
الثعلب : (يفكر) في هذه الحالة ليس لنا خيار سوى اللجوء إلى .. الحيلة .
الحمار: (باندهاش و انقباض) الحيلة ؟!
الثعلب : نعم ،من أجل غايتنا السامية فقط ، ألم تسمع بالحكمة التي تقول:
الغاية تبرر الوسيلة ؟
الحمار : (يفكر) لا، لم أسمع بهذه الحكمة الغريبة من قبل !
الثعلب : إنها حكمتي المفضلة ،و حكمة العلماء الكبار من أمثالي .
الحمار : و ما هي وسيلتك ؟
الثعلب : ما رأيك بالتنكر مثلاً ؟
الحمار : لا أعرف .
الثعلب : إنها مجرد وسيلة يا عزيزي : وسيلة من أجل غايتنا العظيمة .
الحمار : ( يفكر بعمق) نشر العلم في الغابة غاية عظيمة حقاً .
الثعلب : (بمكر شديد) هذا يعني أنك موافق على اقتراحي ؟
الحمار : اقتراح لا بأس به .
الثعلب : (بسرور مبالغ فيه) أنت رائع يا صديقي ، وطيب ،تتمنى الخير
للجميع .
الحمار : العلم خير عظيم ، ويجب أن يعمَّ غابتنا .
الثعلب : سيعم يا صديقي ، مع تباشير الفجر الأولى ستصدح حناجر
التلاميذ بالأناشيد العذبة .
الحمار : (بحماس) سأنطلق في التو لدعوة الجميع للالتحاق بمدرسة عالم
الغابة الثعلب .
الثعلب : بل قل بمدرسة العالم القدير ثعلم .
الحمار : (باستغراب) من ؟!
الثعلب : ثعلم ،العالم القدير ثعلم يا مساعدي.
الحمار : (بفرح) أنا مساعدك ؟! حاضر أيها المعلم القدير ..ثعلم.
( يغادر الحمار المكان بسرعة وهو فرح جداً ،يفرك الثعلب يديه
بسرور ثم يطلق عواءً عالياً )
الثعلب : (لنفسه ) سأكون على أهبة الاستعداد لاستقبال طلاب علمي الجميلين
واللذيذين . ( يضحك بصوت عال وهو يغادر المكان)
( يتغير المنظر ،يظهر الراوي على خشبة المسرح وإلى جانبه
الحمار وهو يبكي .)
الراوي : هكذا إذاً ؟
الحمار : نعم .
الراوي : ومن دعوت من سكان الغابة للالتحاق بهذه المدرسة ؟
الحمار : دعوت طيوراً كثيرة .
الراوي : يا لك من حمار ..( يصمت)
الحمار : حمار غبي ، لماذا لم تكمل ؟
الراوي : اعتذر، لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟
الحمار : التحقت الطيور بالمدرسة.
الراوي : مدرسة ثعلم ؟ أقصد : مدرسة الثعلب المتنكر ؟
الحمار : نعم .
( يتغير المنظر ، يظهر الثعلب متنكراً في زي عالم وقور وهو يعلم
مجموعة من الطيور في كوخ مبني من أغصان وأوراق الأشجار )
الثعلب : عين .
الطيور : عين .
الثعلب : ألف .
الطيور : ألف .
الثعلب : شين .
الطيور : شين .
الثعلب : عاش .
الطيور : عاش .
الثعلب : العلم .
الطيور : العلم .
الثعلب : علم الثعلم .
الطيور : علم الثعلم .
الثعلب : واو .
الطيور : واو .
الثعلب : واجب الطير .
الطيور : واجب الطير .
الثعلب : طاء .
الطيور : طاء .
الثعلب : طاعة .
الطيور : طاعة .
الثعلب : الثعلم .
الطيور : الثعلم .
الثعلب : (ينشد) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الطيور : (تنشد ) عاش العلم علم الثعلم
واجب الطير طاعة الثعلم
الثعلب : أحسنتم يا أحبائي ، أنتم تلاميذ نجباء. انتهينا اليوم من الدرس الأول،
وغداً صباحاً سنتلقى درسنا الثاني .
الطيور : حاضر يا أستاذ .