(الوقت نهار، منظر عشب وأشجار، يظهر الحمار وهو جالس بصمت تحت ظل شجرة توت؛ خارج سور البستان، يدخل الخروف، ينادي الحمار مرات عديدة، الحمار لا يرد، يقترب الخروف من الحمار، يصيح في أذنه بقوة، الحمار يجفل)..
الخروف: ماذا أصابك يا صديقي؟ لماذا لا ترد علي؟
الحمار: لم أسمعك.
الخروف: غريب! كيف لم تسمعني؟ الغابة كلها سمعت صوتي وأنا أنادي أيها الحمار..أيها الحمار.
الحمار: لكنني لست الحمار.
الخروف: (باستغراب) ماذا قلت يا.. أنت لست الحمار؟!
الحمار: نعم.
الخروف: غريب!(يتأمله بسخرية) هاتان الأذنان أذنا حمار، وهذه الحوافر حوافر حمار، وهذا الذَنَب ذنَب حمار.. وهذه الرأس رأس حمار مئة بالمئة. فمن تكون إذاً؟
الحمار: أنا، أنا كلب.
الخروف: (يضحك) كلب؟! هيا.. هيا إلى البستان أيها.. الكلب. فوجودنا هنا –خارج السور- خطر على حياتينا يا صديقي الكلب.
الحمار: لن أعود إلى البستان.
الخروف: لماذا؟ هل صدقت أنك كلب فعلاً؟ كف عن المزاح يا صديقي.
الحمار: إني جاد أيها الخروف.
الخروف: غريب. ما هذا الكلام يا صديقي؟!
الحمار: لماذا الاستغراب؟ حياة الكلب أفضل من حياتي، لا أحد يطلب منه أن يعمل، أما أنا فالجميع يطلب مني العمل صباح مساء.
الخروف: الكلب أيضاً يعمل مثل الجميع، وعمله الحراسة.
الحمار: بل عمله النباح، يأكل وينام ويلهو كما يحلو له مقابل أن ينبح (يحاول النباح، فينهق) هكذا. إنه عمل سهل ومريح كما ترى.
الخروف: إنك مخطئ يا صديقي، هل نسيت خطورة عمل الكلب؟
الحمار: (بتردد) لا، لكن.. (يصمت)
الخروف: لكن ماذا؟
الحمار: لكن أريد أن أكون أي شيء ، أي شيء، إلا أن أكون الحمار، أنا لا أحب عملي، بل لا أحب العمل أبداً. آه كم أحب أن أكون حراً. آكل وأنام وألهو كما يحلو لي.
الخروف: (بسخرية) ولِمَ لا تكون الذئب؟
الحمار: ( بسرور) أوه. لقد أصبت، لِمَ لا أكون الذئب؟ الذئب قوي. ويهابه الجميع (يحاول العواء، فينهق) (تزوغ نظراته، الخروف يقلد عواء الذئب، الحمار يتلفت حوله بخوف)
الخروف: ( بسخرية) هس.
الحمار: ماذا؟
الخروف: لا ترفع صوتك، إنه خلفك.
الحمار: من؟
الخروف: الذئب.
الحمار: الذئب؟!
الخروف: سِرْ بهدوء.
(الحمار يخطو بهدوء وخوف..)
تقدم بهدوء أكثر، هيا يا صديقي! إنه خلفك. اركض أيها الحمار (الحمار ينطلق هارباً) اركض أكثر. لقد وصل إليك. سيفترسك. انطلق صوب البستان. اركض، اركض. (يضحك بسخرية.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الثعلب خلف السور وهو يسترق النظر إلى داخل البستان)
الثعلب: (لنفسه) آه ما أجمل هذه البطة! بل ما ألذها، ما هذا؟ ما هذا الديك السمين؟! يا لها من وجبة دسمة. وهذه الدجاجات اللواتي يسرن خلفه كالجنود.. وهذه الحمامات الجميلات اللذيذات. يا إلهي ماذا أرى؟ إنها وليمة، وليمة حقيقية، بل ولائم.. ولائم دسمة وشهية (بخيبة) لكن كيف الوصول إليها؟ كيف يمكنني التسلل إلى البستان. أف. اللعنة على هذا السور، وعلى الكلاب، وعلى صاحب البستان (يعوي)
(يتغير المنظر، يظهر الأرنب والخروف والديك وهم يعملون ويغنون. يصمت الديك فجأة. يلتفت حوله باستغراب)
الديك: غريب!!
الأرنب: ما هو الغريب أيها الديك؟!
الديك: أين الحمار؟ لم أره منذ الصباح.
الخروف: لا بد أنه نائم الآن.
الديك: نائم حتى هذا الوقت؟!متى سيستيقظ؟
الخروف: عندما ينتهي حلمه يا صديقي.
الديك: عندما ينتهي حلمه؟! ماذا يعني هذا؟
الأرنب: (بسخرية) يعني أن الحمار لن يستيقظ أبداً.
(يضحك الأرنب والخروف بسخرية..)
الديك: لن يستيقظ ؟! لم أفهم.!(الخروف والأرنب يضحكان ) أريد أن أفهم الآن، وحالاً.
(يتغير المنظر، يظهر الحمار وهو واقف بغرور، يسير بثقة يؤدي حركات عنيفة، يقاتل عدواً وهمياً، يعوي كالذئب. يكرر العواء مرات عديدة، يردد الصدى عواءه. يصمت، يتلفت حوله باستغراب وخوف. يعوي بصوت خافت، يسمع صوت عواء، ينسحب بهدوء.. ثم يركض خائفاً).
(يتغير المنظر، يظهر الديك فوق مرتفع، يدخل الأرنب وهو مضطرب).
الأرنب: هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد..)
قلت: هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد)
هل أصابك الصمم أيها الديك؟
الديك: لا.
الأرنب: لماذا لا تجيب ؟ هل شاهدت الحمار؟
الديك: لن أجيبك قبل أن أسمع منك التحية والسلام.
الأرنب: (بضيق وسخرية) أعتقد يا صاحبي الفهمان أننا لن نجد السلام ما لم نجد الحمار.
الديك: ماذا؟! هل أصبح السلام بيد الحمار؟
الأرنب: نعم.
الديك: أتقول نعم ؟! كيف؟
الأرنب: لقد أغضب الحمار صاحب البستان، وأنت تعرف ماذا يعني غضب صاحب البستان؟
الديك: نعم، لكن ماذا فعل الحمار؟ لا بد أنه رفسه. أليس كذلك؟
الأرنب: لا، لم يرفسه. هل رأيته؟
الديك: لاشك أنه رفس ابن صاحب البستان، ذلك الولد الشقي الذي لا يكف عن مضايقتي صباح مساء.
الأرنب: لا لم يرفس ابن صاحب البستان. هل رأيته؟
الديك: غريب (يروح ويجيء وهو يفكر) آه وجدته.
الأرنب: عظيم. أين هو؟
الديك: (يشير إلى رأسه) هنا.
الأرنب: ماذا يفعل الحمار في رأسك؟!
الديك: لم أجد الحمار في رأسي يا صديقي. بل وجدت السبب. السبب الذي أغضب صاحب البستان: اسمع يا صديقي.
الأرنب: (بضيق) بل اسمع أنت أيها الصديق الثرثار.لقد غضب صاحب البستان من الحمار، لأن صاحبنا المحترم والنشيط لم ينقل الفاكهة فجر هذا اليوم إلى المدينة.
الديك: لماذا؟
الأرنب: لا أعرف. لا أحد يعرف لماذا.
الديك: لماذا لا تعرف؟
الأرنب: (بغضب) لأن الحمار لم يظهر حتى الآن. فهل وجدته أيها الحمار؟ أقصد أيها الديك.
الديك: لا.
الأرنب: لا؟ لماذا لم تقل ذلك منذ البداية؟ أف (لنفسه) أين اختفى؟ (ينادي الحمار) لماذا أنت صامت؟ نادِ الحمار.
الديك: لا أستطيع.
الأرنب: لماذا؟
الديك: ألا تعرف؟
الأرنب: آه. تذكرت. سأبحث عنه بنفسي وإلا..
(ينادي الحمار.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الخروف وهو يعمل، يدخل الأرنب)
الأرنب: ماذا تعمل يا صديقي؟
الخروف: كما ترى.
الأرنب: ألا تملَّ من العمل؟ ألا تتعب يا صديقي؟
الخروف: بل أتعب وأملُّ حين لا أجد عملاً أقوم به. ما بك يا صديقي؟ أراك قلقاً.
الأرنب: صاحب البستان يا صديقي. إنه غاضب جداً.
الخروف: لماذا؟
الأرنب: لأن الحمار لم ينقل الفاكهة إلى المدينة هذا الصباح.
الخروف: وأين الحمار؟
الأرنب: إني أبحث عنه منذ الصباح.
الخروف: (يفكر) لابد أنه هناك.
الأرنب: أين؟
الخروف: تحت شجرة التوت الأحمر.
الأرنب: خارج السور؟!
الخروف: نعم. لقد اعتاد ارتياد هذا المكان منذ زمن بعيد.
الأرنب: إنه مكان خطر. كيف يغادر الحمار البستان؟
الخروف: لا تخف يا صديقي. الحمار لم يعد حماراً.
الأرنب: كيف؟!
الخروف: لقد صار ذئباً.
الأرنب: الحمار؟!
(الخروف يضحك..)
الخروف: ماذا أصابك يا صديقي؟ لماذا لا ترد علي؟
الحمار: لم أسمعك.
الخروف: غريب! كيف لم تسمعني؟ الغابة كلها سمعت صوتي وأنا أنادي أيها الحمار..أيها الحمار.
الحمار: لكنني لست الحمار.
الخروف: (باستغراب) ماذا قلت يا.. أنت لست الحمار؟!
الحمار: نعم.
الخروف: غريب!(يتأمله بسخرية) هاتان الأذنان أذنا حمار، وهذه الحوافر حوافر حمار، وهذا الذَنَب ذنَب حمار.. وهذه الرأس رأس حمار مئة بالمئة. فمن تكون إذاً؟
الحمار: أنا، أنا كلب.
الخروف: (يضحك) كلب؟! هيا.. هيا إلى البستان أيها.. الكلب. فوجودنا هنا –خارج السور- خطر على حياتينا يا صديقي الكلب.
الحمار: لن أعود إلى البستان.
الخروف: لماذا؟ هل صدقت أنك كلب فعلاً؟ كف عن المزاح يا صديقي.
الحمار: إني جاد أيها الخروف.
الخروف: غريب. ما هذا الكلام يا صديقي؟!
الحمار: لماذا الاستغراب؟ حياة الكلب أفضل من حياتي، لا أحد يطلب منه أن يعمل، أما أنا فالجميع يطلب مني العمل صباح مساء.
الخروف: الكلب أيضاً يعمل مثل الجميع، وعمله الحراسة.
الحمار: بل عمله النباح، يأكل وينام ويلهو كما يحلو له مقابل أن ينبح (يحاول النباح، فينهق) هكذا. إنه عمل سهل ومريح كما ترى.
الخروف: إنك مخطئ يا صديقي، هل نسيت خطورة عمل الكلب؟
الحمار: (بتردد) لا، لكن.. (يصمت)
الخروف: لكن ماذا؟
الحمار: لكن أريد أن أكون أي شيء ، أي شيء، إلا أن أكون الحمار، أنا لا أحب عملي، بل لا أحب العمل أبداً. آه كم أحب أن أكون حراً. آكل وأنام وألهو كما يحلو لي.
الخروف: (بسخرية) ولِمَ لا تكون الذئب؟
الحمار: ( بسرور) أوه. لقد أصبت، لِمَ لا أكون الذئب؟ الذئب قوي. ويهابه الجميع (يحاول العواء، فينهق) (تزوغ نظراته، الخروف يقلد عواء الذئب، الحمار يتلفت حوله بخوف)
الخروف: ( بسخرية) هس.
الحمار: ماذا؟
الخروف: لا ترفع صوتك، إنه خلفك.
الحمار: من؟
الخروف: الذئب.
الحمار: الذئب؟!
الخروف: سِرْ بهدوء.
(الحمار يخطو بهدوء وخوف..)
تقدم بهدوء أكثر، هيا يا صديقي! إنه خلفك. اركض أيها الحمار (الحمار ينطلق هارباً) اركض أكثر. لقد وصل إليك. سيفترسك. انطلق صوب البستان. اركض، اركض. (يضحك بسخرية.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الثعلب خلف السور وهو يسترق النظر إلى داخل البستان)
الثعلب: (لنفسه) آه ما أجمل هذه البطة! بل ما ألذها، ما هذا؟ ما هذا الديك السمين؟! يا لها من وجبة دسمة. وهذه الدجاجات اللواتي يسرن خلفه كالجنود.. وهذه الحمامات الجميلات اللذيذات. يا إلهي ماذا أرى؟ إنها وليمة، وليمة حقيقية، بل ولائم.. ولائم دسمة وشهية (بخيبة) لكن كيف الوصول إليها؟ كيف يمكنني التسلل إلى البستان. أف. اللعنة على هذا السور، وعلى الكلاب، وعلى صاحب البستان (يعوي)
(يتغير المنظر، يظهر الأرنب والخروف والديك وهم يعملون ويغنون. يصمت الديك فجأة. يلتفت حوله باستغراب)
الديك: غريب!!
الأرنب: ما هو الغريب أيها الديك؟!
الديك: أين الحمار؟ لم أره منذ الصباح.
الخروف: لا بد أنه نائم الآن.
الديك: نائم حتى هذا الوقت؟!متى سيستيقظ؟
الخروف: عندما ينتهي حلمه يا صديقي.
الديك: عندما ينتهي حلمه؟! ماذا يعني هذا؟
الأرنب: (بسخرية) يعني أن الحمار لن يستيقظ أبداً.
(يضحك الأرنب والخروف بسخرية..)
الديك: لن يستيقظ ؟! لم أفهم.!(الخروف والأرنب يضحكان ) أريد أن أفهم الآن، وحالاً.
(يتغير المنظر، يظهر الحمار وهو واقف بغرور، يسير بثقة يؤدي حركات عنيفة، يقاتل عدواً وهمياً، يعوي كالذئب. يكرر العواء مرات عديدة، يردد الصدى عواءه. يصمت، يتلفت حوله باستغراب وخوف. يعوي بصوت خافت، يسمع صوت عواء، ينسحب بهدوء.. ثم يركض خائفاً).
(يتغير المنظر، يظهر الديك فوق مرتفع، يدخل الأرنب وهو مضطرب).
الأرنب: هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد..)
قلت: هل شاهدت الحمار أيها الديك؟
(الديك لا يرد)
هل أصابك الصمم أيها الديك؟
الديك: لا.
الأرنب: لماذا لا تجيب ؟ هل شاهدت الحمار؟
الديك: لن أجيبك قبل أن أسمع منك التحية والسلام.
الأرنب: (بضيق وسخرية) أعتقد يا صاحبي الفهمان أننا لن نجد السلام ما لم نجد الحمار.
الديك: ماذا؟! هل أصبح السلام بيد الحمار؟
الأرنب: نعم.
الديك: أتقول نعم ؟! كيف؟
الأرنب: لقد أغضب الحمار صاحب البستان، وأنت تعرف ماذا يعني غضب صاحب البستان؟
الديك: نعم، لكن ماذا فعل الحمار؟ لا بد أنه رفسه. أليس كذلك؟
الأرنب: لا، لم يرفسه. هل رأيته؟
الديك: لاشك أنه رفس ابن صاحب البستان، ذلك الولد الشقي الذي لا يكف عن مضايقتي صباح مساء.
الأرنب: لا لم يرفس ابن صاحب البستان. هل رأيته؟
الديك: غريب (يروح ويجيء وهو يفكر) آه وجدته.
الأرنب: عظيم. أين هو؟
الديك: (يشير إلى رأسه) هنا.
الأرنب: ماذا يفعل الحمار في رأسك؟!
الديك: لم أجد الحمار في رأسي يا صديقي. بل وجدت السبب. السبب الذي أغضب صاحب البستان: اسمع يا صديقي.
الأرنب: (بضيق) بل اسمع أنت أيها الصديق الثرثار.لقد غضب صاحب البستان من الحمار، لأن صاحبنا المحترم والنشيط لم ينقل الفاكهة فجر هذا اليوم إلى المدينة.
الديك: لماذا؟
الأرنب: لا أعرف. لا أحد يعرف لماذا.
الديك: لماذا لا تعرف؟
الأرنب: (بغضب) لأن الحمار لم يظهر حتى الآن. فهل وجدته أيها الحمار؟ أقصد أيها الديك.
الديك: لا.
الأرنب: لا؟ لماذا لم تقل ذلك منذ البداية؟ أف (لنفسه) أين اختفى؟ (ينادي الحمار) لماذا أنت صامت؟ نادِ الحمار.
الديك: لا أستطيع.
الأرنب: لماذا؟
الديك: ألا تعرف؟
الأرنب: آه. تذكرت. سأبحث عنه بنفسي وإلا..
(ينادي الحمار.. يخرج)
(يتغير المنظر. يظهر الخروف وهو يعمل، يدخل الأرنب)
الأرنب: ماذا تعمل يا صديقي؟
الخروف: كما ترى.
الأرنب: ألا تملَّ من العمل؟ ألا تتعب يا صديقي؟
الخروف: بل أتعب وأملُّ حين لا أجد عملاً أقوم به. ما بك يا صديقي؟ أراك قلقاً.
الأرنب: صاحب البستان يا صديقي. إنه غاضب جداً.
الخروف: لماذا؟
الأرنب: لأن الحمار لم ينقل الفاكهة إلى المدينة هذا الصباح.
الخروف: وأين الحمار؟
الأرنب: إني أبحث عنه منذ الصباح.
الخروف: (يفكر) لابد أنه هناك.
الأرنب: أين؟
الخروف: تحت شجرة التوت الأحمر.
الأرنب: خارج السور؟!
الخروف: نعم. لقد اعتاد ارتياد هذا المكان منذ زمن بعيد.
الأرنب: إنه مكان خطر. كيف يغادر الحمار البستان؟
الخروف: لا تخف يا صديقي. الحمار لم يعد حماراً.
الأرنب: كيف؟!
الخروف: لقد صار ذئباً.
الأرنب: الحمار؟!
(الخروف يضحك..)